تقطير الوظائف بين الاحصاء والواقع ..
الاهتمام بتوفير فرص العمل للشباب القطرى فى مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة أمر طبيعى ومنطقى فى ظل ارتفاع عدد الخريجين والخريجات من شباب الوطن كل عام ، وربما تزايد عدد الباحثين عن العمل فى وطن أنعم الله عليه بالخير الذى ينعم به عدد لا يستهان به من الجنسيات الأجنبية والعربية ، ومن الأولى أن يذهب الخير لأهله ..
ولا يعنى هذا نكران الدور الهام الذى لعبه هؤلاء الأجانب فى بناء قطر الحديثة ، لاسيما فى مستهل حركة البناء والتطور التى شهدتها سنوات ما بعد الاستقلال .. ولكن أن يستمر الاعتماد على الخبرة الأجنبية على نطاق واسع الى ما لانهاية .. أمر يستحق وقفة ..
وفى اطار الحملة القومية المباركة التى أطلق اشارتها سمو الأمير المفدى حفظه الله لمنح فرص العمل لأبناء الوطن فى كافة المجالات ، انتاب البعض مشاعر الأمل والسعادة .. بينما انتاب البعض الآخر مشاعر القلق والخوف على مستقبلهم فى مواقع عملهم من مزاحمة الشباب القطرى لهم فى أرزاقهم ، ونسو أن الرزق بيد الله ، وأن أمانة المهنة فى كل موقع تستوجب أن يسلم كل واحد منا موقعه لواحد من أبناء الوطن كحق طبيعى يجب أن نعترف به .. وأن نكون مخلصين أمام الله فى نقل خبراتنا بأمانة لهؤلاء الشباب ، وأن نؤمن بأن هو أقل ما يجب أن نعبر به عن عرفاننا بجميل هذا البلد الطيب الذى فتح لنا زراعيه بالحب والرعاية والأمن على مدى سنوات وسنوات ..
وفى هذا الاطار أيضا تباينت وتعددت الاتجاهات والآراء بين صوت عال يؤيد ، وصوت هادئ ينبه ويوجه ، وصوت هامس يحذر ويستنكر .. ولكل أهدافه ومصالح الخاصة .. ونسينا أن نثرى التجربة بالنصح والعقلانية والتوجيه العلمى لضمان نجاح هذه الحملة ، فليس كافيا لاسعادنا أن نفرح بتزايد عدد من يتم تعيينهم يوميا من الشباب القطرى ، وأن نستعرض الاحصائيات التى نعتبرها مؤشرا للنجاح .. بقدر ما يتعين علينا أن نكون أكثر سعادة بنجاح هؤلاء الشباب فى مواقعهم ، واسهامهم فعليا فى بناء الوطن الحبيب .
وقد يسأل البعض بنظرات الاستفهام عما أقصده بهذه الكلمات .. وهل أنا ممن يشجع أو يشكك أو يعرقل المسيرة أو يحاول القاء سحابة من الخوف على التجربة .. أو أنها مجرد فلسفة لا طائل منها ..
اليس من واجبى كانسان عاش مع اسرته فى هذا البلد الكريم المضياف خمسة وعشرين عاما ، خدم فيها باخلاص وحب ابتغاء مرضاة الله ، ولد أبناء على أرضه الطيبة ، وتعلموا فى مدارسه ، وتخرجوا من الجامعة ، ونمت فيهم الاحاسيس الصادقة بأنهم أبناء هذا البلد فعلا .. فكان ينتابهم الحنين للعودة بعد اسبوع واحد فقط من قضاء أجازتهم السنوية فى وطنهم الذين ينتمون اليه .. قائلين " خلاص يابابا زهقنا .. عاوزين نرجع بلدنا قطر " وأقسم بالله على ذلك ..
اليس من واجبى ، أن أضع خبرتى المهنية على مدى أربعين عاما ، وثقافتى وعلمى ودراساتى الحرة والأكاديمية فى خدمة هذا الوطن عرفانا منى بالجميل .. لا سيما وأننى تجاوزت الستين من عمرى ، واقتربت من لحظة الوداع الصعب لهذا الشعب الطيب الذى أحبنى وأحببته على مدى ربع قرن من الزمان .
ولن أدعى أننى أفكر فيما لم يفكر فيه غيرى .. أو أننى عالما بما لايعلمه الآخرين .. أو أن رأيئ هو عين الصواب .. فالمخلصين كثيرين .. ومن هم أكثر منى علما وخبرة أكثر وأكثر .. ولكننى أريد ببساطة أن أعبر عن مشاعرى بابداء النصح من خلال خبرتى العملية ، ومشاهداتى فى مواقع العمل لتجربة تقطير الوظائف وما يعتريها من صعوبات ونجاح .. وفشل فى بعض الحالات ..
وسوف أوجز وجهة نظرى فى بعض الأسئلة التى سأطرحها فى الأسطر التالية ، والتى ستكون منطلقا لابداء وجهة نظرى لانجاح تجربة تقطير الوظائف ، وجنى ثمارها لصالح الشباب والوطن فى آن واحد :
· هل من الحكمة أن نفكر فى تجربة التقطير كما بالاحصائيات ، أم عمليا بنجاح التجربة عن طريق المتابعة ؟
· هل من الصواب أن نقوم بتعيين الشباب فى مجال عمل معين يحتاج لاعداد مهنى يمثل قاعدة للانطلاق فى العمل على أسس علمية سليمة ، دون تجهيزهم لذلك ؟
· ما هى وسائل تجهيز الشباب مهنيا لكل مجال من المجالات ، وهل يقع ذلك عاتق الدولة أم مؤسسات العمل المختلفة ذاتها ؟
· هل هناك من حل لالتحاق الشاب بالعمل لفترة زمنية ربما كانت كافية أو غير كافية لاتقان تخصصه قبل أن يترك عمله فجأة للعمل لدى جهة أخرى ربما كانت استمرارا لنفس التخصص أو تخصص مختلف تماما .. لمجرد الحصول على دخل وامتيازات أكبر ؟
· هل ينبغى أن تكون هناك ضوابط معينة لضمان استمرار الشاب القطرى فى تخصصه للوصول الى القدر المناسب لمنفعة الدولة ؟
· كيف نتأكد من أن ثقافة العمل لدى الشباب القطرى فى الوقت الحالى كافية لنجاحه ؟
الاهتمام بتوفير فرص العمل للشباب القطرى فى مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة أمر طبيعى ومنطقى فى ظل ارتفاع عدد الخريجين والخريجات من شباب الوطن كل عام ، وربما تزايد عدد الباحثين عن العمل فى وطن أنعم الله عليه بالخير الذى ينعم به عدد لا يستهان به من الجنسيات الأجنبية والعربية ، ومن الأولى أن يذهب الخير لأهله ..
ولا يعنى هذا نكران الدور الهام الذى لعبه هؤلاء الأجانب فى بناء قطر الحديثة ، لاسيما فى مستهل حركة البناء والتطور التى شهدتها سنوات ما بعد الاستقلال .. ولكن أن يستمر الاعتماد على الخبرة الأجنبية على نطاق واسع الى ما لانهاية .. أمر يستحق وقفة ..
وفى اطار الحملة القومية المباركة التى أطلق اشارتها سمو الأمير المفدى حفظه الله لمنح فرص العمل لأبناء الوطن فى كافة المجالات ، انتاب البعض مشاعر الأمل والسعادة .. بينما انتاب البعض الآخر مشاعر القلق والخوف على مستقبلهم فى مواقع عملهم من مزاحمة الشباب القطرى لهم فى أرزاقهم ، ونسو أن الرزق بيد الله ، وأن أمانة المهنة فى كل موقع تستوجب أن يسلم كل واحد منا موقعه لواحد من أبناء الوطن كحق طبيعى يجب أن نعترف به .. وأن نكون مخلصين أمام الله فى نقل خبراتنا بأمانة لهؤلاء الشباب ، وأن نؤمن بأن هو أقل ما يجب أن نعبر به عن عرفاننا بجميل هذا البلد الطيب الذى فتح لنا زراعيه بالحب والرعاية والأمن على مدى سنوات وسنوات ..
وفى هذا الاطار أيضا تباينت وتعددت الاتجاهات والآراء بين صوت عال يؤيد ، وصوت هادئ ينبه ويوجه ، وصوت هامس يحذر ويستنكر .. ولكل أهدافه ومصالح الخاصة .. ونسينا أن نثرى التجربة بالنصح والعقلانية والتوجيه العلمى لضمان نجاح هذه الحملة ، فليس كافيا لاسعادنا أن نفرح بتزايد عدد من يتم تعيينهم يوميا من الشباب القطرى ، وأن نستعرض الاحصائيات التى نعتبرها مؤشرا للنجاح .. بقدر ما يتعين علينا أن نكون أكثر سعادة بنجاح هؤلاء الشباب فى مواقعهم ، واسهامهم فعليا فى بناء الوطن الحبيب .
وقد يسأل البعض بنظرات الاستفهام عما أقصده بهذه الكلمات .. وهل أنا ممن يشجع أو يشكك أو يعرقل المسيرة أو يحاول القاء سحابة من الخوف على التجربة .. أو أنها مجرد فلسفة لا طائل منها ..
اليس من واجبى كانسان عاش مع اسرته فى هذا البلد الكريم المضياف خمسة وعشرين عاما ، خدم فيها باخلاص وحب ابتغاء مرضاة الله ، ولد أبناء على أرضه الطيبة ، وتعلموا فى مدارسه ، وتخرجوا من الجامعة ، ونمت فيهم الاحاسيس الصادقة بأنهم أبناء هذا البلد فعلا .. فكان ينتابهم الحنين للعودة بعد اسبوع واحد فقط من قضاء أجازتهم السنوية فى وطنهم الذين ينتمون اليه .. قائلين " خلاص يابابا زهقنا .. عاوزين نرجع بلدنا قطر " وأقسم بالله على ذلك ..
اليس من واجبى ، أن أضع خبرتى المهنية على مدى أربعين عاما ، وثقافتى وعلمى ودراساتى الحرة والأكاديمية فى خدمة هذا الوطن عرفانا منى بالجميل .. لا سيما وأننى تجاوزت الستين من عمرى ، واقتربت من لحظة الوداع الصعب لهذا الشعب الطيب الذى أحبنى وأحببته على مدى ربع قرن من الزمان .
ولن أدعى أننى أفكر فيما لم يفكر فيه غيرى .. أو أننى عالما بما لايعلمه الآخرين .. أو أن رأيئ هو عين الصواب .. فالمخلصين كثيرين .. ومن هم أكثر منى علما وخبرة أكثر وأكثر .. ولكننى أريد ببساطة أن أعبر عن مشاعرى بابداء النصح من خلال خبرتى العملية ، ومشاهداتى فى مواقع العمل لتجربة تقطير الوظائف وما يعتريها من صعوبات ونجاح .. وفشل فى بعض الحالات ..
وسوف أوجز وجهة نظرى فى بعض الأسئلة التى سأطرحها فى الأسطر التالية ، والتى ستكون منطلقا لابداء وجهة نظرى لانجاح تجربة تقطير الوظائف ، وجنى ثمارها لصالح الشباب والوطن فى آن واحد :
· هل من الحكمة أن نفكر فى تجربة التقطير كما بالاحصائيات ، أم عمليا بنجاح التجربة عن طريق المتابعة ؟
· هل من الصواب أن نقوم بتعيين الشباب فى مجال عمل معين يحتاج لاعداد مهنى يمثل قاعدة للانطلاق فى العمل على أسس علمية سليمة ، دون تجهيزهم لذلك ؟
· ما هى وسائل تجهيز الشباب مهنيا لكل مجال من المجالات ، وهل يقع ذلك عاتق الدولة أم مؤسسات العمل المختلفة ذاتها ؟
· هل هناك من حل لالتحاق الشاب بالعمل لفترة زمنية ربما كانت كافية أو غير كافية لاتقان تخصصه قبل أن يترك عمله فجأة للعمل لدى جهة أخرى ربما كانت استمرارا لنفس التخصص أو تخصص مختلف تماما .. لمجرد الحصول على دخل وامتيازات أكبر ؟
· هل ينبغى أن تكون هناك ضوابط معينة لضمان استمرار الشاب القطرى فى تخصصه للوصول الى القدر المناسب لمنفعة الدولة ؟
· كيف نتأكد من أن ثقافة العمل لدى الشباب القطرى فى الوقت الحالى كافية لنجاحه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق