الاثنين، 14 أبريل 2008

رحم الله الرومانسية



رحم الله الرومانسية ......

الرومانسية تعنى المشاعر المرهفة النبيلة التى لا تلوثها المادة سواء كانت بالدولار أو اليورو .. تعنى رقة الاحساس والخيال الجميل الواسع بعيدا عن العراك والصياح ، الرومانسية أن تعيش هائما بين الزهور والجداول والانهار سواء كنت وحيدا أو مع من تحب فى بعض الأحيان ولا تحمل معك هم الساندويتشات وترمس البارد والساخن وصخب الأطفال العفاريت مع الكرة التى يقذفونها فتصتدم بنظارتك وتكسرها وتقضى باقى اليوم مسحوبا أو بعكاز ،
الرومانسية تحملك لتحلق مع البلابل الرقيقة ذات الغناء الرائع فى السماء بعيدا عن البوم والغربان .. وتنقلك من شجرة الى شجرة مع شروق الشمس أو غروبها على أنغام زقزقة العصافير بعيدا عن صياد يتربص بك ليطلق عليك سهما يسقطك أرضا ليتمتع بألمك ويضحك عليك مع أصدقائه الأشرار ،
الرومانسية أن تقضى أجمل أوقات المساء فى الهدوء الجميل وصحبة رقيقة على الأنغام الهادئة العذبة الآتية من عازف الناى الهائم وحيدا على الجانب الآخر من النهر الهادئ .. دون كلمات الازعاج من المتطفلين المتسكعين " أيوه ياعم .. يابختك " أو صيحات بائع متجول يلح عليك باصرار وعناد بل ويكاد يجالسكما " بيبسى .. بيبسى " ،
الرومانسية أن ترى القمر فى الليل مضيئا مبتسما لك وحدك ، يناجيك وتناجيه بسحر ودلال .. دون أن تمر فوق رأسك طائرة حربية تخترق حاجز الصوت فتصم أذنيك ،
الرومانسية أن تحلم بمجرد نظرة من حبيبتك التى تهمس لها بكلمات الحب والشجن والشوق فتهرب بعينيها خجلا منك ، دون أن تجذبك من زراعك بشدة قائلة لك " يالا يابنى نتجوز عرفى .. انت حاتسبللى عينيك ؟ " ،
الرومانسية أن ترافق الحبيبة التى ترتدى أرق الثياب بألوانها الجزابة التى لا تظهر منها سوى الوجه والكفين ممسكة فى يدها وردة حمراء بلون الحب .. بدلا من تلك التى ترتدى الجينز الممزق وهى نصف عارية وبيدها شيشة التفاح التى تنفخ دخانها فى وجهك مصحوبا بضحكاتها العالية التى يسمعها القاصى والدانى ..
الرومانسية أن تسرح بخيالك وقد تزوجت من تحب ، لتعيشا معا ترفرفان فى منزل تفوح فيه أجمل الروائح والبارفانات ، لا تسمع فيه سوى الموسيقى الهادئة ، والأنوار الخافتة ، والهمسات الناعمة ، لا تنظر فيه الى الساعة ولا تعرف كم مضى عليك من الوقت وأنت تجالسها .. وتخالها وهى تستقبلك عند عودتك من الخارج على باب المنزل كالفراشة الرقيقة مرحبة بك بأرق كلمات الحب ، دون أن تفكر فى عودتك حاملا أكياس الخضر والفاكهة فى عز الحر ، وما أن تفتح لك الباب حتى تزكم أنفك برائحة الثوم والبصل وممسكة فى يدها سكينا كبيرا حاميا ملوحة به فى وجهك وقائلة لك " انت جيت يازفت .. ياما جاب الغراب لأمه .. " ،
الرومانسية أن تحلم بجلوسك مع زوجتك فى هدوء تتابعون بحنان نجلكم الوديع وهو يلعب ضاحكا ، دون أن تتخيله باكيا .. فتطلب منك زوجتك أن تجثوا على ركبتيك ويديك ، ثم تضع الولد على ظهرك قائلة له " سوق ياحبيبى الحمار ..
مسكين الرومانسى .. بدأ حياته عصفورا محلقا ومغردا مع البلابل فى السماء ، وانتهى به الواقع على الأرض سائرا على أربع كما ال ..............
رحم الله الرومانسية .. وألهمنا وزوينا الصبر والسلوان ..

هناك تعليق واحد:

banotetmasr يقول...

إيه الحلاوة دي؟

عظمة على عظمة يابابا