أنقذوا لغتنا الجميلة ...
فى السنوات الأخيرة ، انتشرت ظاهرة غريبة فى مجال العمل ، اذ ظن البعض أن استخدام اللغة الانجليزية فى التعامل فيما بين العرب داخل مؤسسات وهيئات عربية وربما اسلامية ، هو مؤشر على التطور والرقى بصرف النظر عن الكفاءة والخبرة المهنية ، وعندما تسأل هؤلاء المتفرنجون عن الفاتحة والصمدية والمعوذتين ، ينظرون اليك فاغرين أفواههم وكأنك تسألهم عن معادلات فى العلوم النووية ، أو كأنك تحدثهم عن شئ على كوكب المريخ ، بل أن الأمر يصل ببعضهم الى النظر اليك كأنسان متخلف جاء من العصور الوسطى ...
وتذكرنى هذه الظاهرة ببعض السيدات اللائى كن يجلسن فى المناسبات الاجتماعية المختلفة ، مرتديات أفخم الثياب ذات الموديلات الغربية شبه العارية ، واضعات احدى الأرجل فوق الأخرى بمنتهى العظمة ، ممسكات بين أصابعهن بأفخر أنواع السجائر ، وتتحدثن مستخدمات بعض كلمات اللغة الانجليزية أو الفرنسية ، وعندما تتقدم الي احداهن بورقة مدون عليها بعض الكلمات باللغة العربية ، تكتشف أنها من الأميات اللائى لا يعرفن القراءة والكتابة واذا تعمقت فى البحث ، لأكتشفت أنها من أحط الأحياء الشعبية ، وأنها كانت تجلس فى صغرها بجوار والدتها على الرصيف لبيع الحلوى مع الذباب للأطفال ، مهرولة من آن لآخر هربا من حملات شرطة البلدية قبل القبض عليهن .. هؤلاء السيدات كانوا يسمهون " المتحزلقات " .
ويحضرنى فى أحد المرات أن أحد الزملاء فى العمل كتب الى ملاحظة باللغة الانجليزية - وأنا والحمد لله أجيدها - فكتبت اليه ردا باللغة العربية ، وأتبعته بملاحظة رجوته فيها أن يكتب الى فى المرات القادمة مستخدما اللغة العربية وهى لغة القرآن التى يجب أن نفخر ونعتز بها ، وأبديت تساؤلى " لما نتعامل نحن العرب فيما بيننا باللغة الأنجليزية " ؟ فكانت دهشتى البالغة عندما توجه هذا الزميل الى رئيسه المتفرنج مهددا برفع شكوى فيما كتبته الى أعلى المستويات الادارية ، وكأننى ارتكبت جرما .. فما كان منى الا أن ضحكت ، فكما يقولون " شر البلية ما يضحك " .
لا نريد أن ننسى أصولنا العظيمة ، لا نريد أن نكون كمن جاء من أعماق الريف فأرتدى الجينز الأمريكى ، فصار أضحوكة بين الناس ، أو كمن أرتدت آخر موضة من الفساتين التى كانوا يسمونها " الشوال " فأصبحت من ترتديها أسما على مسمى ...
واذا توقفنا أمام هذه الظاهرة ، ونظرنا الى المستقبل الذى ليس ببعيد ، نجد أن لغتنا الجميلة ، لغة القرآن الكريم مهددة بالضعف - ولا قدر الله – ربما بالانقراض لأسباب مظهرية ليس الا ، ولأننا لا نطالب المدارس والجامعات الأجنبية بأن تكون اللغة العربية والعلوم الشرعية مواد اجبارية فى مقرراتهم ، ولأننا لا ندرج اجادة اللغة العربية ضمن بنود الاختبار فى المقابلات المؤهلة للتوظف ، وألا تكون المراسلات الرسمية فى مؤسساتنا وهيئاتنا هى اللغة العربية ، وألا نستخدم اللغة الأجنبية الى فى التخاطب مع الأجانب الذين يجهلون اللغة العربية أو فى المراسلات الدولية مع الشركات والهيئات الأجنبية فقط ...اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، التى نظمنا بها أرقى الأعمال الشعرية والأدبية والتى حصلنا بها على أعلى الجوائز العالمية ، وكرم عليها أدباؤنا فى المحافل الدولية .. أصبح البعض ينفر منها ومن مجيديها ومحترفيها ، تستغيث بأولى الأمر أن ينقذوها من المتحزلقين والمتحزلقات ، الأحياء منهم .. بعد الأموات ..
فى السنوات الأخيرة ، انتشرت ظاهرة غريبة فى مجال العمل ، اذ ظن البعض أن استخدام اللغة الانجليزية فى التعامل فيما بين العرب داخل مؤسسات وهيئات عربية وربما اسلامية ، هو مؤشر على التطور والرقى بصرف النظر عن الكفاءة والخبرة المهنية ، وعندما تسأل هؤلاء المتفرنجون عن الفاتحة والصمدية والمعوذتين ، ينظرون اليك فاغرين أفواههم وكأنك تسألهم عن معادلات فى العلوم النووية ، أو كأنك تحدثهم عن شئ على كوكب المريخ ، بل أن الأمر يصل ببعضهم الى النظر اليك كأنسان متخلف جاء من العصور الوسطى ...
وتذكرنى هذه الظاهرة ببعض السيدات اللائى كن يجلسن فى المناسبات الاجتماعية المختلفة ، مرتديات أفخم الثياب ذات الموديلات الغربية شبه العارية ، واضعات احدى الأرجل فوق الأخرى بمنتهى العظمة ، ممسكات بين أصابعهن بأفخر أنواع السجائر ، وتتحدثن مستخدمات بعض كلمات اللغة الانجليزية أو الفرنسية ، وعندما تتقدم الي احداهن بورقة مدون عليها بعض الكلمات باللغة العربية ، تكتشف أنها من الأميات اللائى لا يعرفن القراءة والكتابة واذا تعمقت فى البحث ، لأكتشفت أنها من أحط الأحياء الشعبية ، وأنها كانت تجلس فى صغرها بجوار والدتها على الرصيف لبيع الحلوى مع الذباب للأطفال ، مهرولة من آن لآخر هربا من حملات شرطة البلدية قبل القبض عليهن .. هؤلاء السيدات كانوا يسمهون " المتحزلقات " .
ويحضرنى فى أحد المرات أن أحد الزملاء فى العمل كتب الى ملاحظة باللغة الانجليزية - وأنا والحمد لله أجيدها - فكتبت اليه ردا باللغة العربية ، وأتبعته بملاحظة رجوته فيها أن يكتب الى فى المرات القادمة مستخدما اللغة العربية وهى لغة القرآن التى يجب أن نفخر ونعتز بها ، وأبديت تساؤلى " لما نتعامل نحن العرب فيما بيننا باللغة الأنجليزية " ؟ فكانت دهشتى البالغة عندما توجه هذا الزميل الى رئيسه المتفرنج مهددا برفع شكوى فيما كتبته الى أعلى المستويات الادارية ، وكأننى ارتكبت جرما .. فما كان منى الا أن ضحكت ، فكما يقولون " شر البلية ما يضحك " .
لا نريد أن ننسى أصولنا العظيمة ، لا نريد أن نكون كمن جاء من أعماق الريف فأرتدى الجينز الأمريكى ، فصار أضحوكة بين الناس ، أو كمن أرتدت آخر موضة من الفساتين التى كانوا يسمونها " الشوال " فأصبحت من ترتديها أسما على مسمى ...
واذا توقفنا أمام هذه الظاهرة ، ونظرنا الى المستقبل الذى ليس ببعيد ، نجد أن لغتنا الجميلة ، لغة القرآن الكريم مهددة بالضعف - ولا قدر الله – ربما بالانقراض لأسباب مظهرية ليس الا ، ولأننا لا نطالب المدارس والجامعات الأجنبية بأن تكون اللغة العربية والعلوم الشرعية مواد اجبارية فى مقرراتهم ، ولأننا لا ندرج اجادة اللغة العربية ضمن بنود الاختبار فى المقابلات المؤهلة للتوظف ، وألا تكون المراسلات الرسمية فى مؤسساتنا وهيئاتنا هى اللغة العربية ، وألا نستخدم اللغة الأجنبية الى فى التخاطب مع الأجانب الذين يجهلون اللغة العربية أو فى المراسلات الدولية مع الشركات والهيئات الأجنبية فقط ...اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، التى نظمنا بها أرقى الأعمال الشعرية والأدبية والتى حصلنا بها على أعلى الجوائز العالمية ، وكرم عليها أدباؤنا فى المحافل الدولية .. أصبح البعض ينفر منها ومن مجيديها ومحترفيها ، تستغيث بأولى الأمر أن ينقذوها من المتحزلقين والمتحزلقات ، الأحياء منهم .. بعد الأموات ..
هناك تعليق واحد:
هذا صحيح
إرسال تعليق