شكراً .. وزارة الداخلية
القطرية
توجهت منذ أيام الى الإدارة العامة للجوازات لتجديد إقامة أولادى ، ولما
وصلت الى القاعة المخصصة لهذا الغرض ، فإذا هى ممتلئة عن آخرها ، وأبلغونى أن
الأرقام المسلسلة قد نفذت .. ولما سألتهم كيف أتصرف ؟ أجابوا بأننى سأضطر للحضور مرة
أخرى فى اليوم التالى مبكراً للحصول على رقم مسلسل للمراجعة ، ثم الإنتظار بالقاعة
حتى يأتى دورى .
جلست برهة على أحد المقاعد بقاعة الإنتظار فى حيرة من أمرى لا أعرف ماذا
أفعل ؟
فأنا رجل متقدم فى السن، وأقمت فى دولة قطر فى خدمة أبنائها
لأكثر من ثمانية وعشرون عاماً ، وجئت من محل إقامتى من منطقة بعيدة عن إدارة
الجوازات ، وعانيت زحام المرور وكان من
الصعب على أن أكرر المحاولة ، فضلاً عن الإنتظار الذى قد يطول ، وربما لا أتحمله
فى هذه المرحلة من العمر .
بعد أن أخذت قدراً بسيطاً من الراحة بعد مشوار الحضور ، قمت بالإنصراف بعد
أن فقدت الأمل فى إيجاد حل لمشكلتى .. وعندما خرجت الى الساحة الخارجية ، وقع نظرى
على مبنى جانبى عليه لافتة "كبار السن وذوى الإحتياجات الخاصة " ،
فترددت قليلاً .. ثم توجهت الى هذا المبنى ، وعندما وقفت على بعد خطوات من باب
الدخول .. قلت لنفسى " ياأخى لا تحرج نفسك .. فهذه الخدمة مخصصة للأخوة
القطريين فقط ، وأنت مقيم ، فحافظ على ماء وجهك ، وعد إلى بيتك ثم إحضر فى اليوم
التالى مبكراً قدر المستطاع ، وأمرك الى الله ..
ولما إستدرت للإنصراف ، قلت لنفسى مرة أخرى " لماذا لا تحاول ، وهل
ستخسر شيئاً من المحاولة ؟ فأستجمعت شجاعتى ودخلت الى المبنى ، متوكلاً على الله
.. فكانت المفاجأة ...
تم إستقبالى على أحسن ما يكون من كرم الضيافة ، وطلبوا منى الجلوس للراحة
أولاً ، ثم إستدعتنى إحدى الموظفات وأجلستنى أمام مكتبها ، وسألتنى مبتسمة "
هلى تسمح لى بمساعدتك ؟ ( قمة الذوق والأخلاق ) ، فقلت لها حاجتى .. فأخذت الأوراق
، وشرعت على الفور فى تجديد الإقامات .. بمنتهى السهولة واليسر ، ومن الواجب أن
أذكر أن السيد / رئيس القسم قام بنفسه بمساعدتى فى إنهاء كافة الإجراءات ، بل
وأوصلنى الى باب القسم عند خروجى .. هل هناك إنسانية أكثر من ذلك ؟
قبل أن أنصرف توجهت الى الإبنة العزيزة الموظفة المختصة ، وقلت لها "
لا أعرف كيف أشكرك ، ولكن أدعو الله أن يرزقك الصحة والستر ، وأن يكثر الله من
أمثالك " فقالت أنا لم أفعل سوى الواجب .. وتوجهت بالشكر أيضاً للسيد / رئيس
القسم ، فأجاب بنفس الإجابة ...
إننى بهذه المناسبة ، أشهد الله على أن دولة قطر ، هى وطن الرحمة والحب لكل
من يعيش على أرضها ، ووزارة الداخلية بضباطها وشرطييها وموظفيها يتحلون بالإنسانية
فى أعلى درجاتها ، ويقدمون الرحمة فى التعامل مع من يستحقها قبل أى إعتبار آخر ..
فشكراً وزارة الداخلية .
هذه الروح الجميلة .. مستوحاة من توجيهات صاحب السمو الأمير المحبوب ، وولى
عهده الأمين ، والحكومة الرشيدة التى تم إختيارها بعناية .. فهنيئاً لكم ياأهل قطر
بقيادتكم ومسئوليكم ، والى الأمام دائماً يا قطر الحب والرحمة ، وأدام الله عليك
نعمة السلام .