الثلاثاء، 4 يونيو 2013

شكرا وزارة الداخلية القطرية


شكراً .. وزارة الداخلية القطرية

توجهت منذ أيام الى الإدارة العامة للجوازات لتجديد إقامة أولادى ، ولما وصلت الى القاعة المخصصة لهذا الغرض ، فإذا هى ممتلئة عن آخرها ، وأبلغونى أن الأرقام المسلسلة قد نفذت .. ولما سألتهم كيف أتصرف ؟ أجابوا بأننى سأضطر للحضور مرة أخرى فى اليوم التالى مبكراً للحصول على رقم مسلسل للمراجعة ، ثم الإنتظار بالقاعة حتى يأتى دورى .

جلست برهة على أحد المقاعد بقاعة الإنتظار فى حيرة من أمرى لا أعرف ماذا أفعل ؟

فأنا رجل متقدم فى السن، وأقمت فى دولة قطر فى خدمة أبنائها لأكثر من ثمانية وعشرون عاماً ، وجئت من محل إقامتى من منطقة بعيدة عن إدارة الجوازات ، وعانيت زحام المرور  وكان من الصعب على أن أكرر المحاولة ، فضلاً عن الإنتظار الذى قد يطول ، وربما لا أتحمله فى هذه المرحلة من العمر .

بعد أن أخذت قدراً بسيطاً من الراحة بعد مشوار الحضور ، قمت بالإنصراف بعد أن فقدت الأمل فى إيجاد حل لمشكلتى .. وعندما خرجت الى الساحة الخارجية ، وقع نظرى على مبنى جانبى عليه لافتة "كبار السن وذوى الإحتياجات الخاصة " ، فترددت قليلاً .. ثم توجهت الى هذا المبنى ، وعندما وقفت على بعد خطوات من باب الدخول .. قلت لنفسى " ياأخى لا تحرج نفسك .. فهذه الخدمة مخصصة للأخوة القطريين فقط ، وأنت مقيم ، فحافظ على ماء وجهك ، وعد إلى بيتك ثم إحضر فى اليوم التالى مبكراً قدر المستطاع ، وأمرك الى الله ..

ولما إستدرت للإنصراف ، قلت لنفسى مرة أخرى " لماذا لا تحاول ، وهل ستخسر شيئاً من المحاولة ؟ فأستجمعت شجاعتى ودخلت الى المبنى ، متوكلاً على الله .. فكانت المفاجأة ...

تم إستقبالى على أحسن ما يكون من كرم الضيافة ، وطلبوا منى الجلوس للراحة أولاً ، ثم إستدعتنى إحدى الموظفات وأجلستنى أمام مكتبها ، وسألتنى مبتسمة " هلى تسمح لى بمساعدتك ؟ ( قمة الذوق والأخلاق ) ، فقلت لها حاجتى .. فأخذت الأوراق ، وشرعت على الفور فى تجديد الإقامات .. بمنتهى السهولة واليسر ، ومن الواجب أن أذكر أن السيد / رئيس القسم قام بنفسه بمساعدتى فى إنهاء كافة الإجراءات ، بل وأوصلنى الى باب القسم عند خروجى .. هل هناك إنسانية أكثر من ذلك ؟

قبل أن أنصرف توجهت الى الإبنة العزيزة الموظفة المختصة ، وقلت لها " لا أعرف كيف أشكرك ، ولكن أدعو الله أن يرزقك الصحة والستر ، وأن يكثر الله من أمثالك " فقالت أنا لم أفعل سوى الواجب .. وتوجهت بالشكر أيضاً للسيد / رئيس القسم ، فأجاب بنفس الإجابة ...

إننى بهذه المناسبة ، أشهد الله على أن دولة قطر ، هى وطن الرحمة والحب لكل من يعيش على أرضها ، ووزارة الداخلية بضباطها وشرطييها وموظفيها يتحلون بالإنسانية فى أعلى درجاتها ، ويقدمون الرحمة فى التعامل مع من يستحقها قبل أى إعتبار آخر .. فشكراً وزارة الداخلية .

هذه الروح الجميلة .. مستوحاة من توجيهات صاحب السمو الأمير المحبوب ، وولى عهده الأمين ، والحكومة الرشيدة التى تم إختيارها بعناية .. فهنيئاً لكم ياأهل قطر بقيادتكم ومسئوليكم ، والى الأمام دائماً يا قطر الحب والرحمة ، وأدام الله عليك نعمة السلام .

ليست هناك تعليقات: