القاضى الشـــريف
هناك مبادئ أساسية لا خلاف عليها .. هى :
·
لا أحد من البشر على وجه الأرض منزّه عن الخطأ بعد وفاة الرسول الكريم " صلى الله عليه
وسلم" بالنص القرآنى " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحى يوحى " .
·
شعار العدالة هو " الفتاة معصوبة العينين تحمل ميزاناً " للدلالة
على أن العدالة بالميزان لا ترى شيئ سوى الحق بالقانون .
·
كلنا - من خلال عواطفنا - معرضون للخطأ ، بنص الحديث الشريف " كل إبن
آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون " .
·
من المسلم به أيضاً فى عالم الديموقراطية الحقيقية ، أن سلطة الشعب ، فوق
سلطة القضاء ، لأنها هى التى تصنع الدستور ، وتوافق عليه ، وفوق رئيس الدولة لأنها
هى التى تختاره ويمكن أن تعزله ، وفوق المجالس النيابية أو الشورى أو الشيوخ ...
الخ ، لأن هذه المجالس تأتى بإختيار الشعب ولا تفرض عليه .. لذلك يجب أن نتعامل مع
الإرادة الشعبية من هذا المنطلق ، ونعطى للشعب المكانة الأولى فى الإحترام
والتقدير ولا نطأ قرارات الشعب بالإقدام ، ولا يجب أن نلغى إختياراته بجرة قلم .
وهذا يعنى أنه عندما يتحدث البعض عن فساد فى القضاء ، أو إنحراف قاض ، لا
يعنى ذلك كل القضاة ، إنما يقصد بذلك إما شخص بعينه أو مجموعة محدودة منهم ، وهذا
أمر وارد ، ومن المسلمات التى ذكرناها فى مستهل هذا المقال ، ما يجعلنا ننظر الى
الأمر على أنه أمر طبيعى ، ولا يجب علينا أن ندافع عن الخطأ أو الإنحراف بشكل مطلق
، إلا فى حالة واحدة .. إذا كنا نجامل ، أونخشى على أنفسنا من أن يصيبنا الدور ..
ولا خلاف على أن القاضى هو فى موقع " الحَكَم " ( بفتح الحاء
والكاف وسكون الميم ) ، ومن شروط الحكم أن يتصف بالحيادية ، ولا يتأثر بالعوامل
المحيطة قبل إصدار حكمه بين المتخاصمين .
ولا خلاف أيضاً على أن القاضى يتمتع بصفة هامة جداً بل وأساسية ، وهى
" الحكمة " ، والحكمة هنا تعنى عدم الإنفعال أو الإنسياق وراء العاطفة بمجاراة
الآخرين أصحاب الأهداف الخاصة ..
القاضى أيضاً يثق تماماً ، الى حد اليقين بأنه محل إحترام وتقدير ، ومكانته
فوق الرؤوس من عامة الشعب ، إذا كان قاضياً نزيهاً ، ذو سمعة طيبة من خلال تاريخه
المشرف .. ولا تهتز صورته ، ولا يَمَس تاريخه بسوء لمجرد أن هناك البعض يتحدثون عن القضاء أو
القضاة بأن بينهم من يحتاج الى التقويم ..
أيها القاضى الشريف ..
إذا كنت عادلاً ، ونزيهاً ، وحكيماً ، وحكماً ، وتتمتع براحة الضمير أمام
الله ، لا تسير خلف أحد لمجرد المجاملة ، ولا تضع نفسك فى مقعد الخصم ، فأنت أرفع
من ذلك ، ولا تخشى على مستقبلك ، فالمستقبل بيد الله .. وحافظ على مكانتك المرموقة
فوق الرؤوس .. والرزق على الله ..
إكرام محرم محمد - مستشار الرئيس التنفيذى
بيت التمويل القطرى - بريد إلكترونى - moharam.ekram@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق